خطبة كسر الجمود – جمانة العقيل

قدمت أختي جمانة خطبة كسر الجمود، وذلك مساء اليوم في نادي ثنايا توستماسترز بكلية طب الأسنان بجامعة الدمام الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وحازت على لقب أفضل خطيب في مشروع كسر الجمود.

يقوم أعضاء أعضاء أندية التوستماسترز بسلسلة من المشاريع التي تساعدهم على تنمية مهاراتهم الإلقائية والخطابية. أول هذه المشاريع هو خطبة كسر الجمود. الهدف من هذه الخطبة هو تعريف الطلاب بأنفسهم لباقي أعضاء النادي، ومساعدتهم على كسر حاجز الخطابة أمامهم.

رغبت بوضع الخطبة في مدونتي لانبهاري بها، ولدعم أختي وصديقتي على الاستمرار في مسيرتها الخطابية، حتى قمة الهرم.

إلى اللانهائية وما بعدها يا جمانة.

بسم الله الرحمن الرحيم

كم يرفعُ العلمُ أشخاصاً إلى رُتَبٍ
ويخفضُ الجهلُ أشرافاً بلا أدبِ

العلمُ كنزٌ فلا تفنى ذخائِرُهُ
و المرءُ مازادَ علماً زادَ بالرُّتبِ

أخواتي عضوات نادي ثنايا توستامستر الكريمات، أحييكم بأكمل تحية وضعت للبشر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما أتحدث عن العلم والأدب، لا أحصره أمام سبع معلقات خُطت على أستار الكعبة من ذهب، ولا أمام أبيات شعرية جبرنا على حفظها في فصول مدارسنا. العلم قول وفعل وحلم وإلهام وكفاح، خاصة في عالم تشتد فيه المنافسة.

أعرفكم على نفسي قبل أن نتغلغل في مسيرتنا، أنا جمانة ابنة طلال العقيل، ولي من اسمي نصيب. وجمانة هي الهنوات التي تتخذ على أشكال اللؤلؤ الأبيض من فضة، وسميت الدرة المضيئة بجمانة.

نشأت في أحضان أبوين عطوفين رحومين، ابنتهما الكبرى، ولله الحمد لست الوحيدة. كانا مصدر إلهامي في حياتي. فهما من ربوني على طلب العلم، وحثوني على بلوغ أعلى المراتب مهما بدت مستحيلة، وأن استغل وقتي في كل ما يثري عقلي وينمي مهاراتي. فقد كانت (ماما نورة) تضع في يدي كتابا قبل النوم، حتى نضجت قارئة وكاتبة وباحثة لم تتعدى العشر السنين.

والدي هما مصدر إلهامي في تخصصي الدراسي، طب الأسنان. كانا ومازالا يرون فيني حلمهم الذي لم يتحقق. درست الصحة تلبية لرغبتهما حتى أصبح طب الأسنان رغبتي وحياتي وشغلي الشاغل.

أحب القراءة، بل أعشقها! تستهويني الأفكار الغريبة التي تتحدى الفكر، وتخنقني القيود فلا أضع لها اعتبار. فتراني أقرا في الفلك والمجرات، وفي سير الأنبياء وعظماء العالم، ثم في روايات محبكة كحب يربك القلوب ويدفئها، منتهية بكتب الطبخ وفنون القتال.

أمارس العديد من الرياضات منها السباحة والرقص. تستهويني ثقافة الشعوب وعاداتها، حتى رقصاتهم أيضا! فتروني في قمة بهجتي عند إتقاني إحداهم. ولا يخلوا يومي من ترنيمة تطرب مسمعي حتى ولو كانت حنجرتي محتقنة.

وها أنا أكمل بعد شهر ربيعي العشرين. أدين كله لا بعضه لوالدي فهمها بعد الله من صنعاني الامرأة التي عليها أنا الآن. شكرا ماما وبابا.

لن أطيل الحديث عليكم، أتمنى أن يكون حاجز الجمود قد انكسر وتهشم. أحب أن أختم بأبيات شعر عزيزة على قلبي:

ولا خير في حلم إِذا لم تكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إِذا لم يكن له
حليم إِذا ما أورد الأمر أصدرا

أنا جمانة، هذه قصتي.

أشكركم على سعة صدركم وحسن استماعكم ولتتفضل عريفة الإجتماع إلى المنصة مشكورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.